من الرجل الخفاش الى ملك الخاتم ... غرائبية لاتنتهي
From the Battman to the Lord of the rings..endless fantasia
by:Dr.Taher Alwan

I

بالأمس القريب شاهد جمهور الفيلم سلسلة ملك الخاتم ... وكان على موعد مع رحلة اخرى مع الباتمان او الرجل الخفاش ... وخلال هذا لم تنقطع السينما يوما وعبر تاريخها بل ومنذ بواكيرها عن الخوض في الغرائبية والخروج عن العالم المألوف والمعاش , وكان جل اهتمام فناني الفيلم هو الأتيان بما يبهر جمهور الفيلم .
وربما كانت مرحلة البدايات والبواكير كافية للدلالة على النزوع المبكر للدهشة والغرائبية، فقد قدم جورج ميليه فيلم (رحلة الى القمر) في العام 1902، كانت دهشة ساذجة وخطابا تبسيطياً مبالَغَاً فيه، إذ قدم فكرة اطلاق كبسولة بواسطة مدفع لتحط على سطح القمر، وتبدأ معها سلسلة من المغامرات الكوميدية. والمواقف الطريفة الى درجة السذاجة، لكنها كانت درساً (عميقة) لجيل كامل من السينمائيين الذين اقتفوا أثر ميليه ووجدوا فيما قدمه جرأة يُحسد عليها، بأن أسّس توظيفاً لافتاً للفيلم كي يجتذب أعداداً غفيرة.
كانت تلك الغرائبية في واقعها امتداداً لتجارب روائية سابقة بالأخص ما كتبه أج. جي ويلز، في آلة الزمن التي كانت قد أوجدت صلة قوية بين ذلك التدفق الخيالي للأدب والتجسيد الواقعي على الشاشة. وتوالت التجارب من خلال أفلام مثل الرحلة المستحيلة / 1904، الرجال الأوائل على القمر / 1915، المدمرة الجوية، رصاصة في السماء. وكلها أُنتجت قبل العام 1930، يوم قدم المخرج الرائد والمعروف (فريتـز لانج) فيلمه امرأة على القمر سنة 1930.
كانت هذه البدايات مناخاً مناسباً لتأسيس سينما موازية ، فإذا كانت التجارب السينمائية بدأت بالرسوخ خلال عقدين بعد فيلم لانج، وتأسست التجارب الواقعية الإيطالية منها والروسية وبرزت السينما الألمانية الدعائية تحت ظل هتلر، فان السينما الغرائبية والتي أخذت مناح شتى، بما في ذلك أفلام الخيال العلمي، قد ترسخت هي الأخرى وتطورت الأفكار التي طرحتها تباعاً، عندما ظهرت أفلام: سفينة السماء، والكوكب الأحمر، وغزو الفضاء، وكلها كانت تنتظر (جورج لوكاس) ليقدم حرب النجوم، وليؤسس لقراءة أخرى لهذه السينما الغرائبية، فإذا كانت تنتمي الى الخيال العلمي، فانها من الجانب الآخر كانت غرائبية بامتياز، لأنها أدمجت قوانين الصراع التقليدية للسينما مع شخصيات افتراضية ووهمية.
خلاصة ذلك ان هذه السينما كانت تدور في فلك قوانين الصراع التقليدية ولم تستطع التخلي عنها، إذ سادت مفاهيم هذا الصراع وترسخت النـزعة في إيجاد أقطاب متضادة تصارع بعضها بعضاً بلا هوادة وتستخدم كل الوسائل الغرائبية للوصول الى أهدافها.
لقد أوجدت هذه الصراعات ضرورات لتعميق الدهشة وتعزيز الصورة الغرائبية، وذلك من خلال إيجاد شخصيات قادمة من كواكب أخرى وكائنات ممسوخة وكائنات وحشية، وكان هذا كافياً لإيجاد سينما أخرى، سينما بأبطال غير تقليديين، ومجاميع من الوحوش التي تتقاذف وسائل القتل وهو ما سنشاهده في سلسة افلام ملك الخاتم مثلا .
II
وبموازاة ذلك أوجدت هذه السينما نماذج مبتكرة مشتقة من نماذج تقليدية، فقد عرف جمهور السينما جيداً أفلام (السوبرمان)، لكن السوبرمان الأنثى كان نقطة اضافية، هنا يتم ادماج الشخصية بغرائبية في المكان والأفعال،، فمثلاً في فيلم (Super Girl)، هنالك مدينة غرائبية هي (ارغو) القائمة في الفضاء الخارجي، وكل شيء في تلك المدينة يسير بطاقة هيدروجينية عجيبة، والفتاة الخارقة تحلم مع حبيبها في السيطرة على العالم. بالطبع كان لهذا البناء الغرائبي تاريخ تمثل بالسلاسل الفيلمية الممثلة في السوبرمان ابتداءً من العام 1951، وما بين (ريتشارد دونر) و(ريتشارد لستر) مخرجا السلسلة (الذكريّة) من السوبرمان، كان هناك بث للفكرة في أفلام الكارتون والمجلات الفكاهية ومجلات المغامرات وصولاً للمرأة الخارقة، الفيلم الذي أخرجه (بينوت شفارتس)، وهو ذاته مخرج فيلم الفك المفترس/2.
إذاً ابتداءً من السوبرمان في جزئه الأول سنة 1978 ، كان هنالك تأجيج لصراع طويل ومضنٍ وحشد لأشرار وطيبين ومنازلات وقطع للأنفاس.. ثم ليمتـزج بمسحات عاطفيـة وكوميدية ولكن في إطار من الغرائبية والإدهاش وحتى يومن هذا حيث يعرض فيلم من الباتمان في صالات العرض في العالم الآن.
III

و على اية حال كانت (ظاهرة) باتمان في تاريخ السينما علامة مميزة حقا في السلسلة الغرائبية، فابتداءً من العام 1943، عرف جمهور السينما الظاهرة الباتمانية، واستمتع بالرجل الوطواط ونال الفيلم بأجزائه نجاحاً ملحوظاً، وكانت شركة كولومبيا هي المنتجة.
وبالطبع لاينسى جمهور الفيلم النجم الشهير (جاك نيكلسن) بدور الجوكر، و كيم باسنجر في دور الصحفية فيما قدم (مايكل كايتن) دور الرجل الخفاش.
لقد كان مهاد ولادة الباتمانية ، بوصفها أسلوبية غرائبية في تاريخ السينما، هو قصص الحكايات (الكوميكس) على يد الرسام (بوب كان) وكاتب السيناريو (بيل فانكر)، وفي وقت كانت فيه شخصية سوبرمان قد قلبت الموازين في تجارة مثل هذا النوع من الحكايات، هذه الحكايات قد أُدخلت ضمن هذا النسق التعبيري الشعبي الذي كان محدود الأفق، مفاهيم الشخصية ذات المبادئ الخلقية المناسبة للآيديولوجيات السائدة، كما برهنت على أهمية وجود سيناريو طويل النَـفَس قادر على التحول بحسب تغيير المعطيات التاريخية وتبدل القناعات بحسب رأي احد الباحثين في الظاهرة ..
وفي واقع الأمر ان هذه السلسلة من (باتمان) في غرائبيتها المطورة عن السوبرمان، قد عمّقت بناء تلك الشخصيات الطيبة والشريرة، الذائدة عن الحق والمدافعة عنه، أو تلك التي تسعى للانتقام من قوة الشرّ وهكذا، لكن ما يلفت في هذا هو توظيف هذه السلسلة للانتقال بأفلام العنف الى ما هو غرائبي، ونقل الصراع من شكله التقليدي الى شكله الإيهامي والإفتراضي، وذلك باطلاق قدرة الشخصية على الخروج على المألوف والتحليق كيفما شاءت.
والحاصل .... هذه السينما قد خلقت نمطاً من التلقي يفترض ان هنالك مرتبة قد وصلها هذا النوع من الأفلام الغرائبية، مرتبة لا يمكن تجاوزها أو النـزول عنها إلا بما هو أرفع مستوىً وربما كانت سلسلة ملك الخاتم هي التحدي الأخير
.




مهرجان السينما الغرائبية في دورته الخامسة والعشرون في بروكسل
الفانطازيا باعتبارها نوعا سينمائيا
د.طاهر علوان

The fantastic cinema as a genre


by : Dr. Taher ALWAN


ربما كان الحديث عن النوع الفيلمي هوحديث عن ملامح وخواص مميزة منحت التجارب الفيلمية امكانية ان تمتلك جمهورها العريض على صعيد التلقي كما انها وفرت قاعدة من من المعطيات التي صارت تميز نوعا فيلميا عن نوع آخر . واذا كنا في حقب سابقة قد الفنا ذلك التتابع في المعنى والشكل وفي الصور والبناء السردي والمكونات المكانية فأننا فيما يتعلق بالنوع صرنا ازاء تكامل في العناصر السمعية البصرية وكثافة تعبيرية تصب كلها في تأآلآكيد خواص النوع .
وواقعيا لم يعد التطور في مجال الفن السابع متعلقا بالتقنية بسبب المستحدثات الهائلة التي طرأت على الوسائل بل اتسع ليشمل النوع بمعنى انتلك المستحدثات صارت جزءا من بنية النوةع الفيلمي وقد ارتبط ذلك بالدراما ذاتها واخضاعها الى خواص النوع .
ولعل من المهم التأكيد هنا ان نظريات فن الفيلم هي الأخرى قد لاحقت هذه التحولات ولم يعد الفيلم شكلا سرديا مجردا بل هو بالأضافة الى ذلك بناء نوعي – اي مرتبط بالنوع .. وهو مادفع نقاد الفيلم الى مداخل موازية تبحث عموديا في البناء الفيلمي بمعنى البحث في البنية الكلية الشاملة للنوع وليس التتابع الصوري او السردي كما ذهبنا قبل هذا ..وهذا هو المحور الذي يؤكده الناقد المتخصص في اشكاليات النوع الفيلمي (تم ديريكس ) الذي
من بين العديد من التي أنواع الفيلمية التي اعتاد جمهور فن الفيلم على مشاهدتها والأستمتاع بموضوعاتها واخراجها وتصويرها ، يبرز النوع الغرائبي او الفانطازي الذي صار له بمرور الوقت جمهوره ومخرجوه واجواؤه الخاصة . من هنا التئمت في بروكسل مؤخرا الدورة الخامسة والعشرين لواحد من اهم المهرجانات السينمائية في العالم وهو مهرجان الفيلم الغرائبي او الفانطازي حيث تجمع حشد كبير من عشاق هذا النوع السينمائي ، مخرجين وممثلين وفنانين وفنيين فضلا عن جمهور واسع اكتضت به الصالات التي شهدت العروض وعلى مدى اثنا عشر يوما في عروض مكثفة من الظهيرة حتى منتصف الليل هذا فضلا عن التظاهرات المصاحبة.
ولعل الملفت للنظر هو كون اغلب الأفلام المشاركة هي افلام انتجت حديثا وبعضها لم يسبق للجمهور مشاهدته والمسألة الأخرى التي تتعلق بالأفلام المنجزة انها التقت في توظيف الفن السينمائي من اجل تقديم شحنة من الأبهار في المشاهدة تمثلت في خليط من الغرائبية والرعب والخيال العلمي مع وجود تفرد حقيقي في بعض الأفلام.

اتجاهات تمزج الكوميديا بالفانطازيا
مما لاشك فيه ان المهارات التي تعكس قدرات فناني الفيلم تتباين في مسألة التعبير عن النوع الفيلمي الفانطازي بامتزاجه مع مايجاوره من انواع اخريى وهو رأيي احد اهم التحديات التي تواجه صانعي السينما اليوم في قدرتهم على تقديم هذا المزيج الأخاذ الذي يقود المشاهد الى الأنجذاب الى مستويات متعددة من السرر الفيلمي وهو ماتباينت فيه تجار المخرجين في هذا المهرجان وبشكل واضح ..
ولعل الفيلم الأنجليزي( هوت فاز) للمخرج ادكار رايت يقدم نموذجا لهذا الأمتزاج الذي تحدثنا عنه اذ عمد صانعو هذا الفيلم الى المزج وبشكل مدهش بين الكوميديا والغرابية مع الغموض وسائر خواص الفيلم البوليسي
وتحكي قصة الفيلم رجل شرطة يجري نقله من دائرته الى دائرة عمل اخرى في ولاية هادئة ونائية عن لندن .. واول مايلاحظه وهو في طريقه الى عمله الجديد وفي ليلته الأولى وهو يجول في المدينة وجود مرهقين يتعاطون الخمر وهم دون الثامنة عشرة ومخالفات اخرى وسرعان مايتخذ اجاءا باعتقال هؤلاء لكن يظهر بعد ذلك ان احد المخالفين هو ضابط شرطة وهو ابن مدير مركز الشرطة الذي جاء نقلا اليه ..وهنا تبدأ المفارقات اذ يكتشف ان ذلك القسم يضم تناقضات مضحكة لأناس يديرون البحث الجنائي وكأنهم معتوهون ورجل التحري لايفهم احد مايتفوه به من كلام .. وهكذا تبدأ المفارقات المضحكة اذ يجد صاحبنا نفسه حائرا في امره الى ان تقع سلسلة من الجرائم تهز المدينة الهادئة وبطريقة تنفيذ متشابهة ...وتبدأ رحلة الشرطي في البحث والتحري ... حتى يكتشف ان ادارة المدينة ورجال الشرطة انفسهم يشكلون لوبي للتخطيط للجريمة ...وهنا تبدأ فصول الملاحقة والمطاردة حيث ينظم ابن مدير قسم الشرطة لذلك الضابط الشجاع الباحث عن الحقيقة ..
لقد مثل هذا الفيلم نمطا مختلفا في مسار الفيلم الأنجليزي حقا فهو مزيج من الغرائبية وافلام التحري الممتزجة بكوميديا لاتنتهي .
الأنسان المحاصر بتقنيات العصر
اما الفيم الروسي النوارس الوحشية للمخرج كونستانتان لوبوشانسكي فقد كرس موضوعه للأبحاث في موضوع الجينات وفي اجواء شديدة القتامة ..حيث تبدو في هذا الفيلم صورة روسيا اليوم بعد مايقرب من عقدين على تصدع الأتحاد السوفيتي السابق ... انهابلاد غارقة في ايقاعها البطئ ورتابة ايامها .. وهكذا في اجواء ممطرة على طول الفيلم تقريبا تمضي رحلة النوارس الوحشية في تتبع كائنا ت محاصرة تجرى عليها التجارب وكأننا عدنا الى اجواء كي جي بي القاتمة ... وقبيل عرض الفيلم جلست مع المخرج لوبوشانسكي وهو الذي انجز سبعة افلام قبل هذا الفيلم .. وتحادثنا في طبيعة الفيلم الروسي اليوم وحيث تنتج روسيا بضعة ومائة فيلم في العام .. فكانت النقطة المهمة التي اثارها لوبوشانسكي هي ان البحث عن التمويل هو الشغل الشاغل للمخرج الروسي وهو واضح في فيلمه هذا الذي شاركت جهات فرنسية وغير فرنسية في تمويله ... ومايعنينا ان بحثنا عن تفرد في فكرة الفيلم هنا لاتتحقق لأن الفيلم نسخة من نمطية عملاق السينما الروسية بوندورتشوك لكن في غير زمانها ... لقد كانت الأجواء الكابوسية للفيلم قد حولته الى مايشسبه مسرحية تقع في علبة مغلقة .

الموروث الكوري على الشاشة
ويمزج الفيلم الكوري ( انسان القلق ) بين الغرائبية وبين الموروث الشعبي الكوري كما انه لايبتعد كثيرا عن خواص الأفلام التي تعنى بالأساطير ..ففي مملكة سحيقة اسمها (سيلا) تتكون علاقة بين (واك) الفارس وبين الفتاة (هوا) ومن ميزات الفارس هذا انه يتمتع بمواهب غير اعتيادية فهو يشاهد الأشباح وماالى ذلك مما يدفع ابناء القرى للهجوم عليه وكذلك على فتاته التي تتهم بممارسة السحر وحيث يقومون بقتلها ...ويعتقد الفارس ان قواه الخفية كانت سببا فب مقتل فتاته فلهذا ينظم الى الحراس الذين يطاردون الصوص ولينتقم هو من قتلة فتاته لكنه يصاب في هذه المواجهة فيلجأ الى احد المعابد وهناك ينتقل الى منطقة تسمى افتراضا ب (الجنة الوسطى) وهي ارض وسط مابين الأرض والجنة ..وحيث يلتقي هناك فتاته وتقع فصول جديدة ضد قوى الشر ..
هذا الفيلم المصنوع حديثا (2007) ظل اسير ايقاع تلك الحكاية الأسطورية مع انه استخدم العديد من المؤثرات والخدع البصرية التي ذكرتنا بسلسة ملك الخاتم حيث مازالت اجواء تلك السلة مؤثرة كثيرا في العديد من الأفلام ومن ذلك هذا الفيلم الكوري ..

اساطير من اليابان
ويأتي فيلم الياباني كاتسوهيرو اوتومو ليشكل اضافة اخرى لموضوع الأسطورة لكنه في فيلم اوتومو الذي يحمل اسم (موشيشي) نكون ازاء تلك القوة الخارقية لهذا الموشيشي الذي يتفرغ من اجله شخص اسمه جنكو للتعرف على اسراراه وعلاقته بالكون والعالم ..ويأتي ذلك في سياق اكتشاف العديد من البيئات حيث حرص الفيلم على تقديم صور بالغة الروعة للطبيعة والوديان والأنهار بحثا عن اسرار الموشيشي في اجواء القرن العشرين ..انها رحلة للذات في بطون الأساطير دون اغراق في تلك البنية المقفلة للأسطورة بل بالعكس كان هنالك كثير جدا من الأنفتاح على حقائق العلم ومسايرة فكرة الذات والشيخوخة والموتوهل تشيخ الطبيعة كما الأنسان وكيف يؤثر الشر في الكائن البشري ...والفيلم هو المحطة الثانية للمخرج اوتومو مبنية على قصة للكاتب الياباني اوروشيبارا ..ولعل من الملاحظ على تجربة اوموتو اهتمامه الكبير بمفردات المكان وتعبيريته في اطار البناء الأسطوري ...

اسم الملك ..اختراق العالم الآمن
وتمضي قصص الصراع الغرائبي بين قوى الخير والشر في افلام المهرجان فبينما يعيش احد اصحاب المزارع في سلام مع اسرته اذا به يفجأ بقدوم جيش لمقارعة فلول الشر التي لايدري هو من اين جاءت ولا لماذا تمر المحنة عبر مزرعته وبيته وحياته حتى انه يفقد اسرته التي اختطفت من قبل الأشرار وابنه الذي قتله حيوان وحشي وسط المعضلة ، ويمضي مخرج الفيلم يو بول في تتبع تلك التحولات في دراما متصاعدة ومزيج من الغرائبية والكائنات الوحشية والصراع الذي لاينتهي بين الأضداد ، ويستخدم في سبيل ذلك العديد من المؤثرات البصرية ويحشد شخصياته باتجاه نوع من دراما قطع الأنفاس ..لكن وسط ذلك كله تنبض العاطفة الأنسانية العميقة لذلك المزارع الذي وقع واسرته ضحية حرب لاطائل من ورائها وليس هو في كل الأحوال طرفا فيها ..
ولعل الملفت للنظر هو ان قصة الفيلم ليست بعيدة عن متناول المشاهدين اذ هي في اصلها من العاب الفيديو التي سبق واستمتع بها من مارسها وهاهو مخرج الفيلم يجد في واحدة من تلك الألعاب موضوعه الأثير ...

الخروج الى السينما السويدية
ليس كثير من الجمهور العريض اعتاد على مشاهدة السينما السويدية .. سوى ان المخرج الأشهر والأب الروحي لتلك السينما هو المخرج اللامع انجمار برجمان الذي عرف بأفلامه التي صارت علامة فارقة في مسار السينما العالمية واتجاهاتها المعاصرة .. لكن المهرجان اتحف جمهوره بفيلم سويدي يحاكي القصص البوليسية وقصص الجرائم من خلال فيلم (خروج) للمخرج بيتر لندمارك . القصة تدور حول رجل اعمال ناجح هو توماس سكيبولت (الممثل مادس ميكلسن) الذي يجد نفسه وهو ينتقل من نجاح الى آخر وهو رجل محظوظ يتمتع بالثروة والعلاقات الواسعة والأسرة المتماسكة والعلاقات الجميلة وحيث يخدم معه مساعده رامبرج(الممثل الكسندرسكارزكارد) وهو مساعد مخلص وناجح وهما قادمان الى صفقة العمر التي لامثيل لها لكن فجأة يتغير كل شيء : الزبائن المشترون يغيرون خططهم فتتعرض الشركة الى ضربة قاصمة .. ثم يقتل المساعد رامبرج شر قتلة .. وتبدأ الشبهات من طرف الشرطة تحوم حول توماس بينما هو نفسه يتلقى تهديدا بالقتل ولكن دون جدوى فالتهمة تلاحقه وهو يبذل مجهوده لأثبات البراءة والحفاظ على اسرته ...وبالطبع فأن الفيلم بما احتواه من مفاجآت يغوص في عالم التجارة والبورصة ورجال المال والأعمال ...
البعد الرابع لعزلة الفرد
يقدم هذا الفيلم قصة جاك الشاب المنعزل والذي يعيش ايامه منغمسا في عمله في احد مخازن التحف القديمة حتى تأتيه امرأة غامضة لتعيد اليه ساعة اثرية كبيرة مكسورة ... وبعدها تقع احداث غيرمتوقعة فالشاب يذهب مباشرة الى ارشيف يتعلق بالنظرية غير المكتملة للعالم انشتاين وعندها يدخل جاك في دوامة تحليل عنصر الزمن وربطه بما هو قائم حوله ومايفكر ويشعر به وهو يغوص خلال ذلك في عوالم غير مرئية تتكثف فيها مسألة الأحساس بالزمن وماذا يعني وكيف يجري تفسيره ..والملفت للنظر ان صانعي الفيلم هما شابان يقدمان وهما في بداية مشوارهما السينمائي هذا الموضوع المركب والعميق وهما الشابان ( توم ماتيرا و ديف مازوني) وهما مخرجان امريكيان وقد قدم الممثل لويس مورابيتو اداء متقنا لموضوع معقد ومركب
...




شعرية السرد السينمائي
The poetic of the film narration
by Dr. Taher ALWAN


"تبدأ السينما حيث تنتهي اللغة"
بارت

مدخل

تبدو شعرية السرد السينمائي اشكالية تتصل بالنوع، الابداعي، وبالأسلوب، وبالمديات التي بلغها المبدع في الفيلم ابتداءً من كاتب السيناريو وانتهاءً بالمخرج، انه اطار واسع وعريض للتعبير عن نوع فيلمي محدد يجري فيه الارتقاء بمعطيات وظواهر و تفاصيل وموضوعات من مكانها المباشر والأقرب الى الواقع الى مديات الأنساق التعبيرية المتصلة بالرموز والدلالات والإحالات التفسيرية المرتبطة باللون والشكل والهيأة والحركة.
بمعنى ان المبدع في الفيلم معني بتحميل المشهد الواحد واللقطة الواحدة بإحالات لا تقدم الصورة في دائرتها المعنوية المباشرة، بل بما بعد الصورة وما بعد التعبير المباشر (META-VISION)، وربما تتسع الدائرة هذه لتفتح مديات أوسع للانتقال بالرمز والدلالة من الإطار الكتابي، الى كم غزير من الاحتمالات الفكرية والمعنوية التي تقدمها الصورة. وبهذا تنخرط التجربة في تتابع بنائي ينشد شكلاً من أشكال التعبير غير مألوف ولا مستهلك.
ولعل هذا الجانب يقودنا الى محصلات متعددة توصلت اليها التجربة السينمائية تحتم الخروج من النمط التقليدي والمألوف والمكرر الى خطاب فيلمي قادر على الصمود أمام التأويل واستقصاء البنى الرمزية، وبموازاة ذلك نجد ان أشكال التعبير الفيلمي تستوجب قدراً كبيراً من التجريب في إيجاد ذلك المنحى الأسلوبي الذي يختص بهذا العمل وهذا المبدع دون غيره.
إن هذه الحصيلة تنسحب على نمط متكامل من التجارب السينمائية التي انخرطت في التعبير الواقعي المباشر لأن واحدة من أهم خواص الصورة الفيلمية هو هذا الشكل المطبوع الذي سرعان ما يتيح تعبيراً واقعياً مباشراً، فأنت إذ تستخدم آلة التصوير الفوتوغرافية فانك تلتقط واقعاً عيانياً مباشراً معروفاً ومألوفاً في أدنى درجاته، لكن توظيف المرشحات والعدسات والإضاءة ورؤية المصور الخلاقة ستقدم شكلاً صورياً مختلفاً عما هو عياني ومباشر، شكل يحتمل كثيراً من التأويل ويمكن فرز عدة مستويات للتعبير والتغلغل في ثنايا ما هو بصري الى الوسائل والأدوات التي وظّفت للتعبير، ولا تخلو هذه الخاصية من أشكال التعبير عن حشد للمعطيات الجمالية القادرة على الارتقاء بالصورة وجعلها رسالة غزيرة بالإحالات.
ومن هنا فنحن أمام نقطة انطلاق هي نقل الواقع كما هو ، وما بعد ذلك ثمة مديات تتسع للتعبير بآفاقه التي يتخلق في ثناياها الأسلوب الذي يميز مخرجاً دون آخر ومصوراً ومخرجاً فنياً دون آخر (Art Director).
في البنية الشعرية وانتاج المعنى


:
ينشغل السينمائي بوصفه منتجاً للخطاب بإشكالية انتاج المعنى ، وتوظيف الوسائل التي بواسطتها تتوالد المعاني ويجري تبادلها معاً، وتشمل مواضيعها شتى أنساق (systems) العلاقة وكذلك ما يمكن أن يجري ترميزه ويتحول الى (شيفرة رمزية دالة)، أي أن تكون هنالك بنية من الرموز التي يعمد صانع الفيلم الى توظيفها من خلال تحميل اللون بالرمز وتحميل الحركة والشكل وبنية المكان برموز خاصة بعضها ظاهر يمكن استخلاصه معنوياً والآخر قد يكون باطنياً يتعلق بالنسيج الفيلمي كله. وفي كل هذه المستويات وباتجاه انتاج المعنى لابد من انتاج رسائل بين مرسل أو منشئ الخطاب ومستقبله، ولذا ستحمّل هذه الرسائل بمعطيات اشارية ودلالية ترتبط بخصوصية الفيلم، بوصفه وسطاً (سمعياً/ بصرياً/ حركياً)، فالرسالة محملة بشيفرات سمعية عبر الموسيقى والحوار والمؤثرات الصوتية وشيفرات بصرية عبر دلالات الصورة وغزارتها وشيفرات حركية متنوعة. وبذا يمكن التوقف عند هذا المعطى لانتاج المعنى عبر هذه الشيفرات من خلال ما يأتي:
1 ـ الدلالة السمعية :
من خلال توليد المعنى بالتباينات الصوتية الحوارية، وأنماط الحوار وما يحمله من بنىً دالة، إذ تحمّل الجمل الحوارية بإشارات ورموز ظاهرة ومباشرة وأخرى سيجري الكشف عنها لاحقاً. وتوظف كذلك المؤثرات التي قد تميل الى بيئة الحدث وبالتالي تقرّب الرسالة من التكشف الواقعي المكاني، أوانها تحمل إطاراً خبرياً كسقوط شيء الى قاع سحيق فالطريقة التي يقدم بها الصوت عبر المؤثر ستحمل عنصر كشف خبري وهكذا، وكذلك توظيف تباينات ارتفاع الصوت وانخفاضه والضجيج وما شابه لتخليق معطىً تعبيري عن طريق دلالة الصوت وذلك على وفق إحالات المنظِّر والناقد الان كاستي.
2 ـ الدلالة البصرية :
ربما كانت الصورة هي العنصر الأكثر غزارة لانتاج المعنى وصنع اللغة الشعرية أو المساهمة فيها على أساس ان السينما هي لغة صورة أساساً وكذلك شاشة التلفاز وكذلك شاشـة الكومبيوتر وكذلك شاشة عرض الشرائح المصورة (Slides) فكلها مساحات تتخلق على سطحها مستويات المعنى ويجري انتاج الرسائل. ونحن هنا أمام وسائط كثيفة ومتداخلة تبدأ بسطح الشاشة وأبعاده وتتسع للعمق الفراغي وعمق الميدان وتشتمل على التباينات الصورية المقترنة بـ (ثبات الكادر) ومديات الثقل التعبيري في الصورة بين اليمين واليسار والأمام والعمق، فضلاً عن الاقتراب والابتعاد، التماس التام بالشيء أو الشخص، والابتعاد عنه كلياً، يضاف لهذا البنى المكانية الظاهرة التي يتسع لها المشهد وما تحمله من إحالات واقعية أو لا واقعية. وكذلك توظيف اللون والإضاءة في تخليق هذا النسيج التعبيري.
3 ـ الدلالة الحركية
لأن فن الصورة المتحركة هو فن حركة ، ابتداءً من حركة الشريط السينمائي أو الفيديوي أو التتابع الصوري الرقمي أو تتابع الشرائح عند العرض فكلها أشكال حركية يجري من خلالها توليد المعنى فيها عن طريق تتابع الصور وانخراطها في سلسلة بصرية تشد بعضها آصرة بعضها الآخر وعبر هذا التتابع يتهيأ ذهن المشاهد لاستيلاد ما وراء الحركة بحثاً عن صلة تصله بما هو معروض أمامه، أي باستقبال الرسالة في شكلها المتحرك وتفكيك شيفراتها والتفاعل معها. و لذا سيجري تدعيم حركة المرئيات ليس بالعرض المباشر والمرئي فحسب، بل بالحركة الداخلية المقترنة بحركة آلة التصوير الى داخل الموضوع او انسحابها خارجه أو عرضها لركن منه لإحدى الجهات أو الانسحاب الى أعلى الموضوع، وهكذا مما هو معروف من أنواع حركات آلة التصوير التي نجدها بكثرة في المراجع التي تتحدث عن هذا الجانب، لكن ما يهمنا في الواقع هو ما وراء الحركة أي بالتوصل للمحصلات المقترنة بشعرية البناء ذاته وبنسق (المروي) بوصفه دالاً على شعرية السرد.
إن الفيلم هو محصلة مرئية سريعة الزوال ، فتتابع آلاف الصور تزيل معها المعنى المباشر وتنطلق من هذا المعنى الى معنىً مضمر يجري خزنه في الذاكرة، ولذا لابد من تخليق قوى (التخييل بالمشاركة)، وهو ركن أساس في هذه الآلية السمعبصرية الحركية، فالتخييل بالمشاركة هو بناء عالم خيالي مشترك بين الصورة ودلالاتها وبين المتلقي المستعد لرسم الإشارات والرسائل عبر وسائله الحسية وإيجاد الترابطات المعنوية فيما بينها ولذا ستخرج هذه الفعالية عن أُطرها السلبية، أحادية الجانب لتتسع الى تتابع متدفق يقوم على التفاعل (interaction)، تتحول فيه الصورة الى مجال حيوي قابل للتخليق المشترك، أي صنع خلفياته وإشعاعاته بشكل مشترك بين منشئ الرسالة وبين مستقبلها.
توليد المعنى والأثر في النصّ الشعري :
كنت قد طرحت رؤيتي الخاصة ، وهي فرضية جمالية تعبيرية بما أسميته بـ (الأثر)
(1) عبر كتابي عبقرية الصورة والمكان، وأجد ان توليد المعنى والأثر هو المحرك الأقوى في أنساق التجربة الشعرية. فلم تعد الشعرية منخرطة في فاعلية ادائية شرحية، بل انها معنية بصنع أثر ما لدى المتلقي، والاندفاع بعيداً في ما بعد هذا الأثر من أصداء وتفاعلات نفسية محركة للمخزون المعرفي والشعوري، انها آلية إيجاد علاقات بين الأشياء والظواهر. والارتقاء بالمظاهر المرئية المشوشة الى حيز الدلالة والرمز وتحريك الذاكرة المبدعة.
وبصدد الصورة، فاننا ازاء عالم من العلاقات الداخلية المرتبة على وفق نسق خاص، يقوم على أساس الارتقاء من الحقيقة الفيزيائية المجردة الى المعنى التام. وبهذا تتشعب فاعلية الصورة في البناء الشعري الى آليات متعددة كالتجسيم والتشخيص والإيحاء والحركة وتوليد الإيقاع وما الى ذلك. وبذا يكون للصورة منطقها الداخلي بما يتيح تآزر الصور معاً ودخولها في علاقات بنائية باتجاه صنع بناء فني متكامل وليس مجرد إطار شكلي. وإذا كانت الصورة تنمّي المعنى من جهة، فانها بموجب نظرية هيوم الشعرية مثلاً تقوم على الآصرة بين المرسل والمستقبِل، ولا تخلو من إحالة الصور الشعرية الى تأطير واقعي، وما بين هذه الصور المتقابلة: شعري/ واقعي، أو خيالي/ واقعي يجري ربط الصور بإحالاتها المعنوية وحتى احالاتها الواقعية، لأن الأساس في ذلك هو (توقيف) المعنى.. لأنها فاعلية تقترن بالفضول ولذة الاكتشاف التي ينخرط فيها المتلقي.
وبسبب اقتران الصورة بالتجريد فقد أتيحت مساحة واسعة للمبدع لأن يولّد صوراً تتخذ تسميات متعددة مثل: الصورة البصرية والسمعية والذوقية والحركية والشمّية.
ولعل هذه الكثافة الصورية هي التي دفعت الى وضع أسبقيات موضوعية تقدّم صورة على غيرها، ومن ذلك ما رسخه (اليوت) مثلاً في الانشغال بالصورة السمعية فهو يتيح خيالاً واسعاً يسميه الخيال السمعي (Auditory Imagination)
(2). فهو احساس بالمقاطع والإيقاع احساساً يعبّر عن مستويات التفكير والمشاعر الواعية لأكثر الأحاسيس بدائية الى أرقاها منـزلة، ولذا ما انفك اليوت مفضلاً ملتون صاحب المخيلة السمعية على دانتي صاحب المخيلة البصرية.
وبذا تداخل هذا الأثر الصوري ، سواء أكان سمعياً أم بصرياً في الوصول لحالة من حالات الذاكرة المتحررة من المكان والزمان والتي تعتمد فتنتها على واقعيتها ولا عقلانية هذه الصور بالضرورة لأنها قد تكون شبيهة بالأحلام.
وكما يذهب (ريد) بموازاة ذلك. الى ان الفيلم ينتج تأثيره بواسطة الصور المسلطة على الشاشة التي ترتبط في الحال مع الصـور المخزونة في ذاكرة المشاهد ومن ذلك الترابط أو الرصف للصور تنشأ عواطف الدهشة أو البهجة أو الحزن التي نعانيها في دار السينما.
فكذلك الصورة الشعرية تحمّل بكمٍ من الرموز التي تشكل ركناً أساسياً في بنائها، حيث يفترض "كارل يونغ" مثلاً، التمييز بين التأويلات الرمزية والتأويلات الإشارية، فالفكرة مثلاً يمكن أن تؤوّل بوصفها تعبيراً مؤازراً، كما هو معلوم، ويمكن سحب الرمز الى ما هو مدرَك وما هو مقترن برؤى الشخصية وقدرتها على استخلاص محصلات ما من ذلك الرمز. على ان تحقيق عنصر الإيهام بالبدائل التي يطرحها الرمز ليس بالضرورة أن تتضمن هذه البدائل تفاصيل جزئية كاملة للواقع، بحسب رأي (ارنهايم)، فرسوم الأطفال المشوشة وغير المنظّمة للوجه الإنساني تحقق دلالة نفسية وفنية عند دراستها، وهذا من صميم الفعل الذهني في إدراك التشابهات من مصادر متفاوتة من الرسم غير المنظّم لملامح وجهٍ ما.
إن قوة الرمز ليست في الموضوع المستعار أو المرموز له حسب ، بل تكمن في قابليته على تركيب نفسه دون ضعف للوصول الى المعاني المطلوبة. فالرمز عند كوليريج يستمد جزءاً من وجوه الواقع فهو يمتلك دلالات متعددة.
وعند تودوروف ، فإن النص الشعري
(3) يتمظهر بمظاهر عدة عبر محمولاته الرمزية والدلالية، فهو يقسم تلك التمظهرات الى: فعلية وتركيبية ودلالية وبلاغية وموضوعاتية.
وأما أنظمة هذا النص عنده ، فانها تنقسم على ثلاثة أنظمة هي :
1 ـ النظام المنطقي .
2 ـ النظام الزمني.
3 ـ النظام المكاني.
ولعل الانشغال بهذه الأنظمة الثلاثة تحسم بنية النص الشعري وتحدد غائية محددة وتفترض اشتراطات تؤطره على أساس ان هذا النص قد امتلك مقومات تتعلق بحمولاته المعنوية والدلالية، فهو لا يتحرك إلا في فضاءات محددة ويسبح في مدياتها، سواء من ناحية تأكيد منطقية البناء، أم الانخراط في التتابع الكرونولوجي، وبموازاة ذلك لا يمكننا ابتسار النص واخراجه من جاهزيته المكانية وعلاقته بالقوى الفاعلة التي تجعل من المكان كلاً مكتملاً متماسك البناء.
مراجع مهمة
- Cynthia Freeland , Cognitive Science and Film Theory: October 31, 1997, Santa Fe
-
- Joseph D. Anderson, The Reality of Illusion: An Ecological Approach to Cognitive Film Theory (Carbondale and Edwardsville: Southern Illinois University Press, 1996
- Gregory Currie, Image and Mind: Film, Philosophy, and Cognitive Science (Cambridge: Cambridge University Press, 1995).
-

(1) يُنظر : طاهر علوان : عبقرية الصورة والمكان : التعبير ، التأويل ، النقد ، دار الشروق ـ عمان ، الطبعة الأولى ، 2002، القسم الخاص بالأثر من الباب الثالث.
(2) طاهر علوان : الصورة الشعرية والفيلم ـ بحث منشور ـ مجلة الطليعة الأدبية ـ ، كانون الثاني (يناير) ـ 1986، ص 112 وما بعدها.
(3) عن : أحمد يوسف في ترجمته تودوروف : الخطاب ، النص ، المؤلف. مجلة كتابات معاصرة ـ بيروت ـ عدد 8، السنة 1993، ص 49.

عن مجلة الرافد الأماراتية


في البدء ..في اول الكلام ...هنا او هناك تولد الصورة من رحم الأشياء ، من تلافيف الزمان والمكان لكنها الصورة الأم صورة التكوين وملاذ الكلمة حيث تتحد شظايا الصورة بشيفرة الكلمة لتصنع كينونة جديدة ، كينونة اخرى تليق بهذا المقدس العجيبالمقدس الكامن في ابجدية الصورة وفي مكونها الجيني انسالها التي تتخلق بين ايدي اولئك المكتوين بالأبداع وفي الظل .. في الغواية الناشبة يوم كتبنا الحرف الأول والتقطنا الصورة الأولى تكون حلم الأشياء المجهول انها صورة التحول ومشاهد البدء والختام تلك هي مشاهد متصلة لاتنتهي اطيافها في يقظة او لاوعي في انسداد الأفق وفي انفتاح البراءات على بحر الصورة تتلاطم امواج الكلمات فتجمدها الصورة مرارا مرارا وتعلن ابجدية موازية تلك الأبجدية التي اطلقها عبر هذه السلسلة القرائية في مشاهد الى كل من قرأوني من قبل او سيقرؤنني مشاهد ستواكب تلك الأسئلة وتصنع صورا او تحاكي الصورة او تؤول الصورةوتطلق اوار الكلمة وشعاعها الى اول الكلام وفيض الصور..مع فيض محبة

In the first page of back future you will be face to face ..
it is the first touch ,,,
to discover the truth ..the first truth ..
yes you are who came to the dimensions all
the would , the human and the reality dimension
yes ... it was the truth when you discover that you are not alone
you are the point in the dimension to read the future
this is the art of sense the dimensions and read the creation.

Time is measured from nothing but an imaginary CLOCK

في الصورة ..باتجاه الأبعاد
...تولد الصورة من رحم الأشياء ، من تلافيف الزمان والمكان لكنها الصورة الأم صورة التكوين وملاذ الكلمة حيث تتحد شظايا الصورة بشيفرة الكلمة لتصنع كينونة جديدة ، كينونة اخرى تليق بهذا المقدس العجيب المقدس الكامن في ابجدية الصورة وفي مكونها الجيني انسالها التي تتخلق بين ايدي اولئك المكتوين بالأبداع


Text Widget

............................................................................
A coverage for the International festival for the idependent film (Bruxelles )

http://www.cinearabe.net/Article.aspx?ArticleID=1918&SectionID=1&SectionName=الصفحة%20الرئيسية


http://www.cinematechhaddad.com/Cinematech/WrightsInCinema/WrightInCinema_TaherElwan.HTM

http://www.tunisalwasat.com/wesima_articles/index-20070706-6651.html

شكرا لكم على التهنئة لمناسبة تكريمي بميدالية المدينة الذهبية من عمدة مدينة بروكسل ..خاصة الى :
هشام الصباحي - الفنان التشكيلي العراقي حسن حداد - الناقد السينمائي البحريني حسن حداد - ليلى السيد - كاترين مونتوندو - صفاء ذياب - مريام فيرنديت - حسين عباس - اياد الزاملي - شاكر حامد - حسن بلاسم - عدنان المبارك -د.اكرم الكسار - د.خليل الزبيدي - شيركو -كرم نعمة-قناة الشرقية - جريدة الصباح - لطفية الدليمي - فؤاد هادي - د.سامي علي - جنان شمالي -رانيا يوسف - رضوان دويري -اشرف بيومي - رانوبون كابيتاي - ايميلي بالمر -ميك فوندربروكن - فريدي بوزو - ارين برديتشي- د.عمار العرادي - دينيس فيندفوكل - هانا فرانوفا - جوانا تاكمنتزس

..........................................................................

#طاهر علوان في حوار على القناة الأولى في التلفزيون البلجيكي ..اذهب الى الرابط لطفا

http://www.een.be/televisie1_master/programmas/e_kopp_r2006_a027_item1/index.shtml

موقع مهرجان بغداد السينمائي وجمعية سينمائيون عراقيون بلا حدود
http://cinbord.blogspot.com/



السلام عليكم ..welcome ... to my cinema blog...........TAHER ALWAN



تكريم الدكتور طاهر علوان بميدالية المدينة الذهبية من قبل عمدة مدينة بروكسل



بروكسل - (وكالات ): منح عمدة مدينة بروكسل (فريدي ثيلمانس ) ، الدكتور طاهر علوان ميدالية المدينة تقديرا لعموم منجزه السينمائي والثقافي في حفل جرت وقائعه في مبنى المؤتمرات في العاصمة البلجيكية بين نخبة من العاملين في حقل السينما نقادا ومخرجين واكاديميين من عدد من بلدان العالم من ذوي التميز المشهود .

واختير طاهرعلوان اختير مؤخرا عضوا في لجنة التحكيم الدولية لمهرجان السينما المستقلة في بلجيكا.

وتحدث في الحفل روبير مالنيكرو مدير مهرجان السينما المستقلة منوها بجهود طاهر علوان ومنجزه ومواصلته مشروعه السينمائي فيما حيا رئيس المهرجان مارسيل كراوس من خلال الدكتور طاهر عموم السينمائين ، ورحب عمدة المدينة بالتكريم متمنيا للسينمائيين التقدم .

وتحدث طاهر علوان شاكرا عمدة المدينة وادارة مهرجان السينما المستقلة على مبادرتها وتكريمها الذي عده فخرا كبيرا له وللسينما والثقافة واعترافا بتجدد الحياة الثقافية والسينمائية .

وامضى علوان الذي يحترف الكتابة القصصية والنقد السينمائي مايقرب من ربع قرن من العمل سواء في التدريس الجامعي او في النشر وهو مؤسس مهرجان بغداد السينمائي الذي اقيم في دورته الأولى عام 2005 وتقام دورته الثانية في اواخر شهر كانون الأول ديسمبر ، وهو ومؤسس ورئيس تحرير مجلة عالم الفيلم وهو ناقد سينمائي وعضو في لجان التحكيم في عدد من المهرجانات


......................................

المقالات في موقع سينماتيك

http://www.cinematechhaddad.com/



.......................................................................
كافة الحقوق محفوظة ..ولايسمح بأعادة نشر المقالات المنشورة في هذه المدونة في اية وسيلة نشر من دون الحصول على موافقة مباشرة من صاحب المدونة لأن ذلك يعد مخالفة قانونية لحقوق المؤلف والملكية الفكرية كما انه يعد نوعا من انواع السطو على جهود الآخرين ..آملين تفهم ذلك ..وشكرا
......................................
دعوة للجميع

ورشة سينما ..مجلة سينمائية مستقلة متخصصة لجميع المستويات : محترفين وهواة تقدم محاضرات ومقالات ودراسات واستطلاعات وكتب سينمائية وورش عمل ونصوص سيناريو واستشارات وهي ورشة مفتوحة للجميع ..مقالات ودراسات ومحاضرات في العديد من قضايا السينما في العالم العربي والعالم ..وهنالك المزيد ....دعوة للمشاركة ..ودعوة لزيارة الورشة على الموقع :
http://cineworkinst.eu































اصدقاء جدد لورشة سينما...اهلا


عالم من الشعر والموسيقى ..قراءات للعالم والناس والأماكن والذكريات ..تتجدد في مدونتي ..صعود القمر ..
enjoy it
http://themoonrising.blogspot.com/
............................................................
مدونتي بالأنجليزية : شعر باللغة الأنجليزية وموسيقى وباستمرار هنالك نصوص جديدة http:taheralwan.blogspot.com/
..........................................................
to contact me
dimensions_man@yahoo.com

.............................................
تصميم مدونة "ابعاد" : احمد طاهر























































































































































































































































































































































































































































العدد 61السنة الرابعة
شكرا لكم على الزيارة
مدونتي الأدبية : صعود القمر
مدونتي باللغة الأنجليزية































































تصميم المدونة :احمد طاهر
Designed by : Ahmed Taher

دفاتر


دفاتر

لغة الأدب ولغة الفيلم المعاصر

طاهر علوان



"العلامة تؤسس بذاتها المادة النوعية للسينما"

جاكوبسن

I



تتكاثر الشاشات من حولنا ، والأصوات تملأ الأماكن ، ونحن وسط التدفق الجبار لوسائل الاتصال السمعية البصرية نشهد كيف تتوالد في هذه المدارات الجمالية المشرقة ابداعات الإنسان التي لا تعرف إلا التجدد والتألق، فالشاشات تكتظ بالجديد، وآلات التصوير ما زالت تدور منذ مائة عام ونيف، والحصيلة مئات الآلاف من الأمتار من أشرطة الصورة ومثلها أشرطة الصوت وما زالت المكائن تدور والأصابع تضغط على مفاتيح آلات التصوير لتولّد المزيد والمزيد من الصور.

ولم تكن نشأة السينما وظهور انتاجها الفعلي في العام 1895 على يد الاخوة لومير في فرنسا، إلا تأكيداً لمقولة ان الأدب يتمظهر عبر الصورة هذه المرة ويقدّم دلالاته. فالرواية والقصة والشعر وبموازاتهم جميعاً ـ المسرح، قد ألهموا البشرية ابداعاً لا ينقطع من خلال صدق التعبير عن تحولات الحياة وارهاصات الذات الإنسانية. ولذا وجدت (الصورة) في ذلك الإرث الإنساني الهائل رافداً لا ينقطع لتحولات الأفكار من (الكلمة) الى (الصورة). انه تعميق لاشكالية راسخة من اشكاليات (التلقي) تلك التي عنيت بها المدرسة الحديثة في علوم السرد خاصة.. بين ان يجري التعبير بالكلمة والمروي، وبين التعبير بالصورة.. بالشريط حيث يكون المروي محمولاً بمكوناته ومدخلاته. من هنا وجدنا ان هنالك تواصلاً عميقاً في طرائق التعبير، بين الكلمة والتخيل من جهة، وبين التجسيد والتعبير المباشر الذي يحرك الحواس (السمع والبصر) مباشرة، موظفاً (الحركة) لتعميق التعبير.







ان هذه الاشكالية تحيلنا الى توظيف أدوات التعبير ، وتداخلاتها، فإذا كان كاتب النصّ يجد نصّه وقد تحول الى الشاشة عبر آلاف الصور، فانه ازاء مد غزير من الوسائل و الأدوات التي تقدم الصورة، فالصورة ليست حالة مجردة مرئية فحسب، بل هي كما نعرف مد مركب من (الشيفرات) الداخلية ليس أقلها أهمية اللون والعمق والإضاءة والتكوين، انه هنا تتويج لما قطعته البشرية عبر تاريخها في ميدان الفن البصري، فما تتيحه (الآلة). آلة التصوير من خيارات لا تنتهي تجعل من معطيات التعبير عن (الإبداع الأدبي) أُفقاً لا تحده حدود من خلال ما يتيحه من قدرات عبقرية للتجسيد.











II











إن الصورة صارت تشكّل مفاهيمنا ، وكما يذهب (دافيد كوك) أحد أهم المنظّرين للصورة السمعبصرية، في قوله: "ان القليلين هم الذين تعلموا كيف يفهمون الطريقة التي تمارس بها هذه الصور تأثيرها، انها تخلق العديد من الرسائل التي لا تريد أن تنتهي، والتي تحيط بنا من كل جانب، وبتشبيه هذه الحالة فاننا، مع اللغة المكتوبة والمنطوقة، يمكن أن نعد أنفسنا أميين فنحن نستطيع أن نستوعب أشكال اللغة دون أن نفهمها حقاً فهماً كاملاً وشاملاً.



بحسب جاكوبسن ، فاننا ازاء بنية النص وما تنطوي عليه من علاقة بين الرسالة التي لها نسقها المرتبط بالنص وشفراته الخاصة، تلك التي تتمظهر في الكلام المروي أو الرسائل التي تنقل داخل النص نفسه. يضاف لذلك إدراكنا لبنى مزدوجة تنطلق من قاعدة معرفية تفسر الرسالة عبر تفسير الشيفرة. ونجد ان هذه المعطيات الداخلية للنص تعززها وجهة نظر توماشفسكي، مثلاً في تحديده للمتن الحكائي للنص، بوصفه عرضاً لمجموع الأحداث المتصلة فيما بينها، والتي تكون المادة الأولية للحكاية، وبموازاة ذلك يبرز المبنى الحكائي، بوصفه نظاماً خاصاً بالنص لطريقة ظهور الأحداث في المروي ذاته.



وسننطلق من الحدث تلك البؤرة التي تتجمع من حولها اتجاهات النص فتتكشف أفعال الشخصيات ودوافعها والحيز الزماني والمكاني الذي يؤطر ذلك الحدث.







III











إن هذه المعطيات : الشخصية / الحدث / الزمان / المكان ، ظلت تحرك الإطار التجريبي للنصوص زمناً طويلاً، ويشير تاريخ الرواية بشكل خاص، الى تلك التحولات العملاقة التي شهدها الفكر الإنساني الذي تجسد في الرواية كمدار كامل للحياة البشرية، حيث سُـجّلت عبرها سيرة الإنسان بعمق وتنوع ملفت.







وإذا كان الشكل الكلاسيكي للرواية قد أعطى الدرس الأول في المكونات الرباعية آنفة الذكر، فانه قدم أرضية واسعة (للحبكة) التي تتحرك بموجبها الأحداث. ولذا وجدت الدراسات السردية فيما بعد مدىً مكتملاً يتيح التعرف على الآليات التي تتحرك بموجبها الأحداث والدوافع الظاهرة والكامنة التي تحث الشخصيات كي تفعل شيئاً أو تقول شيئاً.







ومن هنا وجدت ان الإبداع الأدبي ـ الروائي ـ خاصة قد يؤثر في خصائص لم تكن جميعها في خدمة (الصورة)، بل ان هنالك هامشاً من التجربة قد وجدت الصورة نفسها ازاءه أمام أسئلة كثيرة وعديدة. ولم تكن تجربة المخرج الروسي الرائد (ايزنشتاين) في محاولته غير الموفقة لنقل رواية (يوليسيس) لجيمس جويس إلا صورة من صور هذه العلاقة الاشكالية، بمعنى ان التطور البنائي للرواية لم يكن يعني تطابق ذلك التطور مع احتياجات السينما من النص. ولتقريب الصورة نجد ان المنظّر الكبير (ادوين موير) يستقرئ النص الروائي من وجهة نظر أخرى تحاكي (الحاجة) الحقيقية للصورة المرئية.























































































































































































































































































































































































Blog Archive

انتقلنا الى الموقع الجديد لورشة سينما

انتقلنا الى الموقع الجديد لورشة سينما

عمدة مدينة بروكسل فريدي ثيلمانس في حفل تكريم طاهر علوان

عمدة مدينة بروكسل فريدي ثيلمانس في حفل تكريم طاهر علوان

قريبا ...قراءتان في كتابي عبقرية الصورة والمكان

قريبا ...قراءتان في كتابي عبقرية الصورة والمكان

اربعة قراءات في كتاب الخطاب السينمائي

اربعة قراءات في كتاب الخطاب السينمائي

Recent Posts

Unordered List

Definition List

مرحبا بكم في " ابعاد " مدونة د.طاهر علوان العدد 62 السنة الرابعة 2010 ..في هذا العدد :فيلم انجريد للمخرج الأسباني ادوارد كورتيس ،فيلم افاتار نقلة هائلة على صعيد الصورة الثلاثية الأبعاد والمزيج الخلاق بين الواقع و المقابل الأفتراضي ..الحب في زمن الكوليرا" بين الرواية والفيلم جدل التاريخ والمكان والبحث في البناء الجمالي ..دفاتر .. الناقد السينمائي في وظيفة شارح الصورة..فيلم "الرحلة الأخيرة " للمخرج كريم دريدي:بقايا استعمارية والصحراء ملاذ اخير..المشاعر والقلوب المحطمة في تجربة المخرج الأسباني المودافار.. فيلم لااحد يعلم عن القطط الفارسية .. ..كما ادعوكم لزيارة "ورشة سينما " مجلة سينمائية مستقلة على الأنترنيت شكرا لكم على الزيارة .....قريبا قراءة نقدية لفيلم "خزانة الألم" الفائز بأهم جوائز الأوسكار ...نأمل عدم اعادة نشر المقالات المنشورة في هذه المدونة في اية وسيلة نشر من دون الحصول على موافقة صاحب المدونة شخصيا لأن ذلك يعد مخالفة قانونية لحقوق الملكية ..وشكرا
Powered by Blogger.

Followers

Video Post