Posted by
Dr. TAHER ALWAN
Monday, July 6, 2009

فيلم ايراني آخر في مهرجان كان الأخير ينال جائزة
قطط ايران مثل شبابها يعيشون جميعا بعيدا عن الأضواء
فيلم مليء بروح شابة متوثبة وبريئة وليست مؤذية ولا عدوانية
اصداء ترحيب واسعة رافقت الفيلم
نقاد غربيون تساءلوا : كيف خرج الفيلم من طوق الرقابة الرسمية في ايران؟
ترى
ماالذي يريده جيل من الشباب الأيرانيين في يومنا هذا ؟ ماطموحاتهم ؟ مااحلامهم المؤجلة ؟ مارؤاهم ؟ كيف ينظرون لواقعهم ومستقبلهم ؟ ، هم جيل ورث (الثورة الأسلامية) بكل تقاليدها وتحولاتها ، جيل من الشباب مثل سائر الشباب في أي مكان يتوقون للعيش ، يتوقون للحرية والأمل والأنطلاق وطموحاتهم تتناسب مع ارداتهم وخيالهم ، لكنها قد لاتسنقيم مع واقع يفرض نفسه بقوة ولاسبيل ممكن لتغييره بسهولة ...
ولعل ذلك يقودنا الى السؤال عن تحولات هذا الجيل الأيراني الطموح الذي لايستطيع الا ان يكون جزءا من هذا العالم وذلك بسبب ماوفرته الحياة المعاصرة من امكانية التواصل مع العالم الخارجي بسهولة ..لكن كيف يكون الحال وهذا العالم الخارجي مجهول او شبه مجهول بالنسبة لهؤلاء الشباب ولديهم الرغبة العارمة لأكتشافه ؟
اسئلة عديدة يقدمها فيلم ( لااحد يعلم شيئا عن القطط الفارسية ) من خلال اختياره شريحة من الشباب وهم يمارسون حياتهم اليومية التي فيها قدر من الأختلاف عن كثير من اقرانهم ،قدر من الجرأة على الخوض في المستقبل المجهول ، المستقبل الأفتراضي الذي ينشدونه ويبحثون عن شكله ، مدينتهم مكتظة بالناس ، مكتظة بالحياة ، وايقاع كل شيء فيها خاطف ومتسارع والكل يجري الى مبتغاه ، والمدينة خليط من كل شيء ، العمل المضني ، المشردون ، العمارة الصماء التي تبحث لها عن معنى ، الفتيات الشابات اللائي يركضن وراء احلامهن ، النساء المتلفعات بالجلابيب ، الحمالون ، الباعة الصغار ، الرافعات التي تقيم البنيان ، قاع المدينة المدقع في الفقر ، كل هذا وغيره كثير في لقطات سريعة وقطع مونتاجي متلاحق يرافق مسيرة شاب وفتاة يقرران انشاء فرقة موسيقية ويبحثان عن مساندين للفكرة ويجدان فرقة للروك سرعان ماتنظم اليهم ، هؤلاء الشباب موضوع الفيلم
..

احلام العالم البعيد
شباب ايرانيون يعيشون في زمننا الراهن هذا وهم عاشقون للموسيقى ، والغربية منها خاصة ، كما انهم يحورون الأغاني الغربية خاصة اغاني الروك والراب وغيرها من الأغاني الأكثر شيوعا الى شكل من الأغاني الأيرانية هذه هي خلاصة هواياتهم واحلامهم الكبيرة ..ان يقدموا اعمالهم الى الملأ ولكن قبل ذلك ان يجدوا مكانات لأنجاز بروفاتهم ...فضلا عن انهم يقلدون حتى في مظهرهم مظاهر الموسيقيين والمغنين الغربيين وتتطور احلامهم وطموحاتهم الى السعي لتقديم اعمالهم في اوربا ولهذا تبدأ خططهم للسفر الى اوربا ..
ودوما ذلك العالم المترف موسيقيا ، العالم البعيد هو غاية منى هؤلاء ، لكن انى لهم ذلك وهم يواجهون المشكلات والعراقيل و اولها واهمها هي صعوبة حصولهم على وثيقة السفر او الفيزا ،اجل فثم ماهو غير معلن ولامحكي في الفيلم ، ولاتدري مااسبابه : اهو تحكم السلطات بالمنع ، ام هو الحصار الذي تفرضه العديد من البلدان الغربية على ايران وتضييق الخناق على السفر ومنح تأشيرات الدخول ..فما الحل ؟
صورة الحياة القلقة
تعصف بهؤلاء الشباب عاصفة من الأحباط والقلق وهم يرون حلمهم الكبير مهدد قبل ان يكبر ومهدد ان يجهض قبل ان يولد ..واذا لاسبيل غير اللجوء الى المزورين , وفي مشهد كوميدي يذهب اولئك الشباب جميعا الى المكان الذي يتواجد فيه الشخص المختص بالتزوير ومساعده ، وهما رجلان كهلان يقدمان لأولئك الشباب تسعيرة الحصول على الفيزا والجواز ابتداءا من الجواز الأفغاني والعراقي التي هي من ارخص الجوازات كما يقول ، صعودا الى الجواز الأوربي والأمريكي التي هي اغلاها جميعا .. ويعقد الشباب اتفاقا مع المزورين ويوافقون على دفع المبلغ الذي يطلبونه ، وخلال ذلك هم يتنقلون من مكان الى مكان لتنفيذ بروفاتهم وغالبا هم اربعة او خمسة شباب مع فتاة واحدة ..ولايظهرون في مكان الا ويكون مكانا خربا او متداعيا حتى انهم يعملون بروفة لأحد اعمالهم في زريبة للأبقار ..هكذا هي اماكن عيش وممارسة اولئك الشباب لهواياتهم ،محطمة وخربة وغير نظيفة لكنهم يواصلون مشوارهم في الغناء والموسيقى دونما انقطاع متنقلين من بيت الى بيت بالدراجة النارية ..وهم يمعنون في تقليد الشكل الغربي في الحياة رغم انهم يعيشون في فقر مدقع ، حتى ان احدهم يقتني كلبا ماتلبث الشرطة ان توقفهم وتنتزع الكلب منهم ، ثم تقتحم الشرطة بيت احد اولئك الشباب وتعثر في غرفته على اشرطة وافلام تعتبرها الشرطة من الممنوعات ويجري ضابط الشرطة تحقيقا ويمارس ضغطا كبيرا على الشاب الذي ينهار تماما ويبدأ بالتوسل والبكاء بسبب الخوف من العقاب ...
فسيفساء ايرانية منسية
وهكذا يعيش هؤلاء الشباب ملاحقون والحريات مضيقة عليهم من كل جانب في ايران اليوم لأنهم عاشقون للغناء والموسيقى كما يقول الفيلم وخلال ذلك كانت الأغاني والقطع الموسيقية الغربية التي يؤديها اولئك الشباب تظهر متوازية مع لقطات سريعة جدا لأوجه كثيرة جدا من الحياة اليومية للأيرانيين : في الشوارع ، في المطاعم ، في الأماكن السياحية ، الفقراء، المشردون ، المظاهر المعمارية ، مظاهر الأستهلاك ، صور سريعة لنساء ايرانيات ، صور كهول ، صور شهداء الحروب ، صور الشرطة ، صور الشوارع المزدحمة والعبور العشوائي للناس في الشوارع ، انه خليط فسيفسائي لحياة متدفقة وكثيفة ولكنها تصطدم غالبا بسقف الحريات الذي تعكسه قصة هؤلاء الشباب الذين تتحطم احلامهم فجأة عندما تلقي الشرطة القبض على الكهل الذي يقوم بالتزوير هو وعصابته فتذهب المبالغ التي اعطاها اولئك الشباب للمزورين سدى وكذلك احلامهم تتحطم..
فيلم بلا رقيب رسمي
هذه هي خلاصة الفيلم ، لكن الملفت للنظر هو ذلك النسيج الأجتماعي المختلف الذي يقدم صورة غير مرئية للمجتمع الأيراني اليوم ، صورة غير نمطية ولامتكررة ، صورة لايمنعها الرقيب الأيراني لكي ترى النور ، وان يكون لهؤلاء الشباب الحق في الحياة والأمل ، هم جزء من ذلك النسيج الأجتماعي والقيمي والديني ولكنهم في الوقت ذاته يحرصون تماما على تقديم صورة حياة اخرى موازية تكمل ماهو معروف ومألوف من حياة الأيرانيين اليوم ، الحياة غير المرئيى لهذا الجيل الشاب مليئة بالأضطراب والقلق والبحث عن الذات ..والرفض غير المعلن لما هو سائد وهو امر معلوم وممكن اذ ان ظاهرة رفض التسلط هي سمة عامة لنزوع جيل من الشباب للتغيير ..
لكن السؤال فيما يتعلق بالمعالجة الفيلمية هو كيف قدم المخرج شخصياته ؟
يمكن القول ودونما شك ان المخرج نجح في تسويق شخصياته وان يجعل الجمهور الغربي يتعاطف معها لاسيما وانه اختار موزعا فرنسيا محنكا ومحترفا لتوزيع فيلمه ممثلا في شركة التوزيع النشيطة (وايلد بانج) وهي التي كانت وراء جلبه الى مهرجان كان في دورته الأخيرة ..اذا هي شخصيات مقبولة ومألوفة ربما تقدم في الجانب الآخر من المعادلة صورة نمطية لنزوع شباب البلدان الفقيرة للسفر الى الغرب وكيف يتماهون ويقلدون جوانب من تلك الحياة الغربية .
لكن ذلك لم يكن يخلو من شيء من المبالغة والأسراف في عرض صورة شباب يقتنون احدث واغلى الآلات الموسيقية الغربية ولكنهم يعزفون موسيقاهم في داخل زريبة وبين الأبقار ...!!! هذه وغيرها من الصور ربما اراد المخرج من خلالها تعميق النظرة الأستشراقية وتأكيدها لدى مشاهده الغربي الذي يريد ان يرى ما تختزنه ذاكرته من صور مرة اخرى واخرى من منطلق: وشهد شاهد من اهلها ..
الخلاصة انه فيلم مليء بروح شابة متوثبة وبريئة وليست مؤذية ولا عدوانية ، تعيش منسجمة مع عالمها القيمي والأجتماعي الأيراني الواقعي البسيط لكنها تبحث عن احلام اكبر تريد تحقيقها ..وتحسب للفيلم تلك الجرعة العالية من الغناء الفرانكو- ايراني ، ان جاز التعبير أي الغناء الذي يمزج بين موسيقى والحان ايرانية وغربية وقد برع اولئك المغنون الشباب في اداء اغان شجية ورائعة في السياق الفيلمي ..
نجاح آخر مشهود يضاف للنجاحات الكبيرة السابقة للسينما الأيرانية على ايدي مخرجيها الكبار مثل : عباس كياروستامي ومجيد مجيدي ومحسن مخملباف وسميرة مخملباف وغيرهم من الأسماء المعروفة على النطاق العالمي والتي حصد مخرجوها العديد من الجوائز ..وهذا الفيلم الذي تحدثنا عنه عرض في مهرجان كان الأخير ضمن تظاهرة نظرة ما ونال احدى الجوائز ايضا .
بطاقة تعريف للفيلم
اخراج : بهمان غوبادي
المخرج من مواليد ايران 1969 اخرج حتى الأن خمسة افلام هي : وقت للخيول -2000 ، تقطعت في العراق -2002 ، داف 2003 ، السلاحف تستطيع الطيران 2004 ، نصف القمر -2006
التمثيل : نيكار شقاقي ، اشكان كوشانيجاد ، حميد بهداد ،
انتاج : ميج فيلم – ايران
التوزيع : وايلد بانج – فرنسا 2009
Time is measured from nothing but an imaginary CLOCK
في الصورة ..باتجاه الأبعاد
...تولد الصورة من رحم الأشياء ، من تلافيف الزمان والمكان لكنها الصورة الأم صورة التكوين وملاذ الكلمة حيث تتحد شظايا الصورة بشيفرة الكلمة لتصنع كينونة جديدة ، كينونة اخرى تليق بهذا المقدس العجيب المقدس الكامن في ابجدية الصورة وفي مكونها الجيني انسالها التي تتخلق بين ايدي اولئك المكتوين بالأبداع
السلام عليكم ..welcome ... to my cinema blog...........TAHER ALWAN
تكريم الدكتور طاهر علوان بميدالية المدينة الذهبية من قبل عمدة مدينة بروكسل
بروكسل - (وكالات ): منح عمدة مدينة بروكسل (فريدي ثيلمانس ) ، الدكتور طاهر علوان ميدالية المدينة تقديرا لعموم منجزه السينمائي والثقافي في حفل جرت وقائعه في مبنى المؤتمرات في العاصمة البلجيكية بين نخبة من العاملين في حقل السينما نقادا ومخرجين واكاديميين من عدد من بلدان العالم من ذوي التميز المشهود .
واختير طاهرعلوان اختير مؤخرا عضوا في لجنة التحكيم الدولية لمهرجان السينما المستقلة في بلجيكا.
وتحدث في الحفل روبير مالنيكرو مدير مهرجان السينما المستقلة منوها بجهود طاهر علوان ومنجزه ومواصلته مشروعه السينمائي فيما حيا رئيس المهرجان مارسيل كراوس من خلال الدكتور طاهر عموم السينمائين ، ورحب عمدة المدينة بالتكريم متمنيا للسينمائيين التقدم .
وتحدث طاهر علوان شاكرا عمدة المدينة وادارة مهرجان السينما المستقلة على مبادرتها وتكريمها الذي عده فخرا كبيرا له وللسينما والثقافة واعترافا بتجدد الحياة الثقافية والسينمائية .
وامضى علوان الذي يحترف الكتابة القصصية والنقد السينمائي مايقرب من ربع قرن من العمل سواء في التدريس الجامعي او في النشر وهو مؤسس مهرجان بغداد السينمائي الذي اقيم في دورته الأولى عام 2005 وتقام دورته الثانية في اواخر شهر كانون الأول ديسمبر ، وهو ومؤسس ورئيس تحرير مجلة عالم الفيلم وهو ناقد سينمائي وعضو في لجان التحكيم في عدد من المهرجانات
......................................
المقالات في موقع سينماتيك
http://www.cinematechhaddad.com/
.......................................................................
كافة الحقوق محفوظة ..ولايسمح بأعادة نشر المقالات المنشورة في هذه المدونة في اية وسيلة نشر من دون الحصول على موافقة مباشرة من صاحب المدونة لأن ذلك يعد مخالفة قانونية لحقوق المؤلف والملكية الفكرية كما انه يعد نوعا من انواع السطو على جهود الآخرين ..آملين تفهم ذلك ..وشكرا
......................................
دعوة للجميع
ورشة سينما ..مجلة سينمائية مستقلة متخصصة لجميع المستويات : محترفين وهواة تقدم محاضرات ومقالات ودراسات واستطلاعات وكتب سينمائية وورش عمل ونصوص سيناريو واستشارات وهي ورشة مفتوحة للجميع ..مقالات ودراسات ومحاضرات في العديد من قضايا السينما في العالم العربي والعالم ..وهنالك المزيد ....دعوة للمشاركة ..ودعوة لزيارة الورشة على الموقع :http://cineworkinst.eu
اصدقاء جدد لورشة سينما...اهلا
عالم من الشعر والموسيقى ..قراءات للعالم والناس والأماكن والذكريات ..تتجدد في مدونتي ..صعود القمر ..
enjoy it
http://themoonrising.blogspot.com/
............................................................
مدونتي بالأنجليزية : شعر باللغة الأنجليزية وموسيقى وباستمرار هنالك نصوص جديدة http:taheralwan.blogspot.com/
..........................................................
to contact me
dimensions_man@yahoo.com
.............................................
تصميم مدونة "ابعاد" : احمد طاهر
تصميم المدونة :احمد طاهر
Designed by : Ahmed Taher
دفاتر
دفاتر
لغة الأدب ولغة الفيلم المعاصر
طاهر علوان
"العلامة تؤسس بذاتها المادة النوعية للسينما"
جاكوبسن
I
تتكاثر الشاشات من حولنا ، والأصوات تملأ الأماكن ، ونحن وسط التدفق الجبار لوسائل الاتصال السمعية البصرية نشهد كيف تتوالد في هذه المدارات الجمالية المشرقة ابداعات الإنسان التي لا تعرف إلا التجدد والتألق، فالشاشات تكتظ بالجديد، وآلات التصوير ما زالت تدور منذ مائة عام ونيف، والحصيلة مئات الآلاف من الأمتار من أشرطة الصورة ومثلها أشرطة الصوت وما زالت المكائن تدور والأصابع تضغط على مفاتيح آلات التصوير لتولّد المزيد والمزيد من الصور.
ولم تكن نشأة السينما وظهور انتاجها الفعلي في العام 1895 على يد الاخوة لومير في فرنسا، إلا تأكيداً لمقولة ان الأدب يتمظهر عبر الصورة هذه المرة ويقدّم دلالاته. فالرواية والقصة والشعر وبموازاتهم جميعاً ـ المسرح، قد ألهموا البشرية ابداعاً لا ينقطع من خلال صدق التعبير عن تحولات الحياة وارهاصات الذات الإنسانية. ولذا وجدت (الصورة) في ذلك الإرث الإنساني الهائل رافداً لا ينقطع لتحولات الأفكار من (الكلمة) الى (الصورة). انه تعميق لاشكالية راسخة من اشكاليات (التلقي) تلك التي عنيت بها المدرسة الحديثة في علوم السرد خاصة.. بين ان يجري التعبير بالكلمة والمروي، وبين التعبير بالصورة.. بالشريط حيث يكون المروي محمولاً بمكوناته ومدخلاته. من هنا وجدنا ان هنالك تواصلاً عميقاً في طرائق التعبير، بين الكلمة والتخيل من جهة، وبين التجسيد والتعبير المباشر الذي يحرك الحواس (السمع والبصر) مباشرة، موظفاً (الحركة) لتعميق التعبير.
ان هذه الاشكالية تحيلنا الى توظيف أدوات التعبير ، وتداخلاتها، فإذا كان كاتب النصّ يجد نصّه وقد تحول الى الشاشة عبر آلاف الصور، فانه ازاء مد غزير من الوسائل و الأدوات التي تقدم الصورة، فالصورة ليست حالة مجردة مرئية فحسب، بل هي كما نعرف مد مركب من (الشيفرات) الداخلية ليس أقلها أهمية اللون والعمق والإضاءة والتكوين، انه هنا تتويج لما قطعته البشرية عبر تاريخها في ميدان الفن البصري، فما تتيحه (الآلة). آلة التصوير من خيارات لا تنتهي تجعل من معطيات التعبير عن (الإبداع الأدبي) أُفقاً لا تحده حدود من خلال ما يتيحه من قدرات عبقرية للتجسيد.
II
إن الصورة صارت تشكّل مفاهيمنا ، وكما يذهب (دافيد كوك) أحد أهم المنظّرين للصورة السمعبصرية، في قوله: "ان القليلين هم الذين تعلموا كيف يفهمون الطريقة التي تمارس بها هذه الصور تأثيرها، انها تخلق العديد من الرسائل التي لا تريد أن تنتهي، والتي تحيط بنا من كل جانب، وبتشبيه هذه الحالة فاننا، مع اللغة المكتوبة والمنطوقة، يمكن أن نعد أنفسنا أميين فنحن نستطيع أن نستوعب أشكال اللغة دون أن نفهمها حقاً فهماً كاملاً وشاملاً.
بحسب جاكوبسن ، فاننا ازاء بنية النص وما تنطوي عليه من علاقة بين الرسالة التي لها نسقها المرتبط بالنص وشفراته الخاصة، تلك التي تتمظهر في الكلام المروي أو الرسائل التي تنقل داخل النص نفسه. يضاف لذلك إدراكنا لبنى مزدوجة تنطلق من قاعدة معرفية تفسر الرسالة عبر تفسير الشيفرة. ونجد ان هذه المعطيات الداخلية للنص تعززها وجهة نظر توماشفسكي، مثلاً في تحديده للمتن الحكائي للنص، بوصفه عرضاً لمجموع الأحداث المتصلة فيما بينها، والتي تكون المادة الأولية للحكاية، وبموازاة ذلك يبرز المبنى الحكائي، بوصفه نظاماً خاصاً بالنص لطريقة ظهور الأحداث في المروي ذاته.
وسننطلق من الحدث تلك البؤرة التي تتجمع من حولها اتجاهات النص فتتكشف أفعال الشخصيات ودوافعها والحيز الزماني والمكاني الذي يؤطر ذلك الحدث.
III
إن هذه المعطيات : الشخصية / الحدث / الزمان / المكان ، ظلت تحرك الإطار التجريبي للنصوص زمناً طويلاً، ويشير تاريخ الرواية بشكل خاص، الى تلك التحولات العملاقة التي شهدها الفكر الإنساني الذي تجسد في الرواية كمدار كامل للحياة البشرية، حيث سُـجّلت عبرها سيرة الإنسان بعمق وتنوع ملفت.
وإذا كان الشكل الكلاسيكي للرواية قد أعطى الدرس الأول في المكونات الرباعية آنفة الذكر، فانه قدم أرضية واسعة (للحبكة) التي تتحرك بموجبها الأحداث. ولذا وجدت الدراسات السردية فيما بعد مدىً مكتملاً يتيح التعرف على الآليات التي تتحرك بموجبها الأحداث والدوافع الظاهرة والكامنة التي تحث الشخصيات كي تفعل شيئاً أو تقول شيئاً.
ومن هنا وجدت ان الإبداع الأدبي ـ الروائي ـ خاصة قد يؤثر في خصائص لم تكن جميعها في خدمة (الصورة)، بل ان هنالك هامشاً من التجربة قد وجدت الصورة نفسها ازاءه أمام أسئلة كثيرة وعديدة. ولم تكن تجربة المخرج الروسي الرائد (ايزنشتاين) في محاولته غير الموفقة لنقل رواية (يوليسيس) لجيمس جويس إلا صورة من صور هذه العلاقة الاشكالية، بمعنى ان التطور البنائي للرواية لم يكن يعني تطابق ذلك التطور مع احتياجات السينما من النص. ولتقريب الصورة نجد ان المنظّر الكبير (ادوين موير) يستقرئ النص الروائي من وجهة نظر أخرى تحاكي (الحاجة) الحقيقية للصورة المرئية.
-
قراءة في الخطاب السينمائي من الكلمة الى الصورة مشروع نقدي متكامل لقراءة فن الفيلم والفنون السمعبصرية محمد مزيد يطرح هذا الكتاب مشروعاً نقديا...
-
كان 2008 محطات ومشاهد من مهرجان كان السينمائي في دورته 61 نصف قرن ونيف ومهرجان كان السينمائي يواصل صعوده وتجذره في قلب ثقافات العالم ، مساحة...
-
-
-
-
ملصق الفيلم الأندونيسي الفائز التقرير الختامي لمهرجان السينما المستقلة في بلجيكا السينما الآسيوية تقطف الجوائز وحضور متميز للفيلم المغربي د....
-
ربيع سينما البلقان في مهرجان اوربي كبير شيء ما عن مخلفات الحرو ب واجيال تبحث عن وجودها انطلقت في العاصمة البلجيكية بروكسل مؤخرا اعمال المهرج...
-
صورة العربي وفضاءه الحيوي على شاشات هوليوود I لم تكن صورة العربي على شاشات هوليوود الا امتدادا لصورة كثير من الشعوب غير الغربية من آسيويين...
-
الواقعية السحرية في افلام المخرج اريك رومر فيلم (حكايةالخريف، 1998) انموذجا فيونا أي . فيليلا Viona A.Villella فيونا...
-
حوار مع المخرج النمساوي مايكل هانيكة العنف هو الموضوع الرئيس الذي تناولته في جميع افلامي قابلت 7 آلاف طفل لأختار بضعة منهم لفيلمي اذ...