اضواء على الأفلام العراقية المشاركة في مهرجان الخليج السينمائي 2009
القسم الأول
القسم الأول
فيلم (فجر العالم ) قصة نجاح للمخرج عباس فاضل في فيلمه الروائي الأول
كنت قد اشرت في مقالة سابقة وربما بحماس كبير الى المشاركة العراقية في مهرجان الخليج السينمائي في دورته الثانية هذه الدورة الناجحة نجاحا مشهودا والمتميزة بدقة التنظيم وتنوع المشاركات والأدارة الواعية والمهنية للمهرجان وكان مبعث حماستي هو سعادتي الكبيرة بمشاركتنا الواسعة بأربعة عشر فيلما مابين وثائقي وروائي قصير وروائي طويل وهو رقم كبير تضاف له العديد من الأفلام العراقية الأخرى التي لم يتسن لمخرجيها المشاركة اما بسبب تأخرهم في ارسالها او لأسباب فنية وتقنية ..
والنقطة الأخرى التي كانت باعثا اضافيا لحماستي هو عدد الجوائز الكبيرة والمهمة التي حصل عليها السينمائيون العراقيون اذ نالوا الجائزة الأولى في مسابقة الفيلم الروائي الطويل والبالغة 50خمسون الف درهم والجائزة الأولى في مسابقة الفيلم الوثائقي والبالغة 25 خمسة وعشرون الف درهم والجائزة الأولى في مسابقة الفيلم القصير والبالغة 25 خمسة وعشرون الف درهم وثلاث جوائز اخرى ..
هذا اضافة الى ثقة ادارة المهرجان ممثلة بالأخ مسعود امر الله العلي بالسينمائيين العراقيين وحرصه على مشاركتهم ..وهو مايعبر عنه دوما كلما التقينا معا في اثناء المهرجان ووسط ذلك الأسئلة المهمة والجوهرية بالنظر الى كيفية ظهور هذه الأفلام: كيف انتجت وتحت اية ظروف انتاجية ومن انتجها ؟ والحاصل انها افلام انتج اغلبها بجهود وامكانات فردية بسبب تعطل وشلل الحركة السينمائية في العراق بشكل كامل بسبب عجز الجهات المعنية بالسينما عن القيام بأي دور يذكر ..
فلدينا مثلا وزارة ثقافة مترهلة هي سقط متاع الوزرارت قاطبة مزانيتها في ذيل الوزرارات الغنية وهي حقيبة وزارية يركلها الكل لأن امكانية النهب فيها قليلة كما ان الثقافة اساسا لاقيمة لها في نظر الفاشلين ممن يؤثرون الغباء والتخلف والجهالة واللغو الفارغ والتآمر على أية ثقافة فهذه هي ثقافتهم اذا هي وزارة تعج بالبطالة المقنعة..ثلة غير معدودة من الذين لفظهم موج الطائفية الكريهة فجاؤا الى حقل الثقافة ممثلين لأحزاب او مليشيات او مافيات ..وكل منهم لايمس لأنه يستقوي بحزبه ابتداءا من الوزراء الفاشلين بعد مفيد الجزائري وانتهاءا بوكلاء لوزارة الثقافة هم وكلاء احزابهم يواجهون مثقفين مشردين او فقراء وجوعى ناهيك عن مديرين عامين يشكلون خليطا متنافرا هجينيا لايربطه رابط ..وكل يغني لليلاه ..
يفرح المرء ان وسط هذه القتامة والجهالة والكهف الثقافي المظلم الذي يرزح تحته مثقفو العراق وسينمائيوه تأتي هذه المشاركة الواسعة والمهمة للسينمائيين العراقيين .
بالطبع كان الهم الأكبر للمشاركين من العراق سواء اكانوا قادمين من داخل العراق او من المنافي هو ان يقدموا صورا مما يعيشه العراق اليوم تحت الأحتلال والتناطح الطائفي والمصلحي..في ظل دولة تترنح ولايكتب فيها لا لرئيس وزراء ولا وزير ولا مبدع النجاح بسبب حجم الكراهية للنجاح والناجحين والحرب الشعواء التي تشن ضد هؤلاء الناجحين ..بالطبع يصدق هذا على حكومة تحاول ان تمسك بزمام الأمور والنهوض ببلد محطم فيحول دون ذلك جيش من الفاشلين والأنتهازيين والجهلة والمرضى بصرف النظر عن مسمياتهم ..
المشكل الأنساني والأجتماعي والنفسي بكل تشعباته كان هو هاجس المخرجين العراقيين ، والكابوس الطويل الجاثم على العراقيين كان هو موضوع اغلب افلامهم ..
ربما جرهم ذلك او جر قسم منهم الى اللجوء الى لغة خطابية من جهة ومسحة كئيبة وسوداوية مرة من جهة اخرى وتلك السمتين ستكونان مشكلة للأنتاج العراقي السينمائي المقبل اذا ما مامضى المخرجون على النهج نفسه في ترديد واجترار خطاب وسائل الأعلام والفضائيات خاصة بكل مايحمله من ضجيج وضعف الجانب الفني والجمالي للفيلم واما النقطة المكملة لذلك وهو مااحذر السينمائيين من الوقوع في شراكه فهي السوداوية والبكائيات المفرطة والمبالغة فيها لأستدرار عطف الآخرين او تعاطفهم وهو اسراف ووهم بالواقعية .
فيلم فجر العالم للمخرج عباس فاضل الفائز بالجائزة الأولى للمهرجان وقدرها خمسون الف درهم
للمرة الأولى التقي المخرج السينمائي العراقي عباس فاضل المقيم في باريس منذ سنوات ، وهو ناقد سينمائي يكتب بالعربية والفرنسية وللمرة الأولى اشاهد له فيلما مع ان فيلمه ( فجر العالم ) هو الروائي الطويل الأول بأنتاج فرنسي ..والفيلم تجري وقائعه في بيئة الأهوار في جنوب العراق ، وتشكل هذه البيئة دون ادنى شك العامل الفاعل الأول ، اذ تستحوذ وتؤثر في سلوك الشخصيات وافعالها وماضيها وحاضرها ومستقبلها ..هذا الأختيار لبيئة الأهوار العراقية حتم على المخرج انشداده الى شرط واقعي هو شرط المكان ..ولكنه تمرد على ذلك لأسباب عملية اذ لم يستطع التصوير في بيئة الأهوار العراقية لأسباب امنية وعملية كما لم تمض خطته للتصوير في الأهوار من الجانب الأيراني صوب النجاح وكان البديل الجريء الذي اختاره هو منطقة رخوة شبيهة بأهوار العراق وتقع في مصر ...وترتب على هذا الأختيار مشكل مهم وهو الخضوع للشروط المصرية من جهة الأنتاج واختيار الممثلين ..اذ جاؤه بممثلين مصريين كان عليهم التدريب على الكلام باللهجة العراقية ابتداءا من (مستور) الى الشيخ نوح الى وجهاء القرية ..وقبل ذلك زهرة الشخصية الرئيسية في الفيلم (الممثلة حفصية حرزي ) وهي من اصول جزائرية وتعيش في فرنسا واما الممثلة التي ادت دور الأم فهي الممثلة المخضرمة المعروفة عالميا (هيام عباس) وهي التي بقي في الذهن فيلمها المهم ( الغرباء) وهو فيلم امريكي يعرض الآن في دور السينما في انحاء العالم .
اذا غاب الممثلون العراقيون تماما عن هذا الفيلم لأسباب عملية بررها المخرج مرارا واجتهد بكل مااوتي من جهد لتجاوزها ..اما السؤال : الى أي حد وفق في ذلك فهي مسألة نسبية متروكة لتقديرات المشاهدين لأن الفيلم بالنسبة لجمهور اوربي او غربي لايفرق بين اللهجات والطباع تبدو له امرا لااشكال فيه ..لكن بالنسبة للجمهور العراقي او المشاهد العراقي فأنه قد لايسيغ سماع تلك اللكنة الخليط بين اللهجتين العراقية والمصرية فضلا عن ظهور الأم والبنت كاشفات شعرهن امام الغرباء فضلا عن زيارات صديق مستور ( رياض : الممثل كريم صالح ) المتكررة ودخوله المستمر عليهن وهو مالايقع في بيئة كهذه ..كل هذه امور ملحوظة في الفيلم وتحدثت فيها مع الأخ عباس في اثناء المهرجان وخلال الجلسات التي جمعتنا مع باقي الأصدقاء السينمائيين ..والخلاصة ان لسان حال عباس فاضل يقول : هذا هو فيلمي وهو خلاصة جهدي لسنوات من التحضير وهذه هي شخصياته ولكم ان تقبلوها او يكون لكم فيها رأي آخر ..
وقصة الفيلم تقع انسانية مؤثرة بحق ومكتوبة بعناية ابان الحرب العراقية – الأيرانية ، اذ يساق الشاب مستور ( الممثل المصري سيد رجب) الى جبهة الحرب ويموت هناك تاركا تذكارا له مع فتاته زهرة يعطيه لصديقه رياض كما يهبه زهرة بحكم الصداقة وينصحه بالزواج منها بعد موته ..
ويجد رياض القادم من بغداد نفسه في بيئة اخرى وشخصيات لم يتعرف عليها من قبل وهو الصامت او قليل الكلام ويتيه حبا بزهرة غارقا في شعور صامت نحوها ..وخلال ذلك تتواصل اغارات الضابط العراقي وجنوده على القرية لملاحقة الهاربين من الخدمة العسكرية او من المعارضين للنظام ..
وتبرز شخصيات موازية مثل نوح ووجهاء القرية المعدودين ..هذه الحياة التي تدب دبيبا بطيئا لاتقع فيها تحولات درامية كبيرة اذ تشعر انها قرية تقع تحت كابوس الحرب وملاحقة ضباط وجنود الحكومة لأبنائها ..
لقد اجاد مدير التصوير في نقل جماليات المكان وكانت الكاميرا تتنقل بعناية وانسيابية حيث وعى مدير التصوير مصاعب الأحاطة ببيئة رجراجة وعائمة ولهذا قدم كثافة تعبيرية وصورية مشهودة ...
ولعل مايمكن قوله ان المخرج عباس فاضل في هذه التجربة وهو فيلمه الروائي الطويل الأول يقدم نفسه مخرجا ذا حرفية ، لديه الرؤية في السرد الروائي وصنع التحولات لاسيما وانه هو كاتب السيناريو فبالرغم من اية ملاحظات الا ان فجر العالم هو فيلم متميز ويحق لنا ان نفخر به ونحتفي به جميعا ..
كنت قد اشرت في مقالة سابقة وربما بحماس كبير الى المشاركة العراقية في مهرجان الخليج السينمائي في دورته الثانية هذه الدورة الناجحة نجاحا مشهودا والمتميزة بدقة التنظيم وتنوع المشاركات والأدارة الواعية والمهنية للمهرجان وكان مبعث حماستي هو سعادتي الكبيرة بمشاركتنا الواسعة بأربعة عشر فيلما مابين وثائقي وروائي قصير وروائي طويل وهو رقم كبير تضاف له العديد من الأفلام العراقية الأخرى التي لم يتسن لمخرجيها المشاركة اما بسبب تأخرهم في ارسالها او لأسباب فنية وتقنية ..
والنقطة الأخرى التي كانت باعثا اضافيا لحماستي هو عدد الجوائز الكبيرة والمهمة التي حصل عليها السينمائيون العراقيون اذ نالوا الجائزة الأولى في مسابقة الفيلم الروائي الطويل والبالغة 50خمسون الف درهم والجائزة الأولى في مسابقة الفيلم الوثائقي والبالغة 25 خمسة وعشرون الف درهم والجائزة الأولى في مسابقة الفيلم القصير والبالغة 25 خمسة وعشرون الف درهم وثلاث جوائز اخرى ..
هذا اضافة الى ثقة ادارة المهرجان ممثلة بالأخ مسعود امر الله العلي بالسينمائيين العراقيين وحرصه على مشاركتهم ..وهو مايعبر عنه دوما كلما التقينا معا في اثناء المهرجان ووسط ذلك الأسئلة المهمة والجوهرية بالنظر الى كيفية ظهور هذه الأفلام: كيف انتجت وتحت اية ظروف انتاجية ومن انتجها ؟ والحاصل انها افلام انتج اغلبها بجهود وامكانات فردية بسبب تعطل وشلل الحركة السينمائية في العراق بشكل كامل بسبب عجز الجهات المعنية بالسينما عن القيام بأي دور يذكر ..
فلدينا مثلا وزارة ثقافة مترهلة هي سقط متاع الوزرارت قاطبة مزانيتها في ذيل الوزرارات الغنية وهي حقيبة وزارية يركلها الكل لأن امكانية النهب فيها قليلة كما ان الثقافة اساسا لاقيمة لها في نظر الفاشلين ممن يؤثرون الغباء والتخلف والجهالة واللغو الفارغ والتآمر على أية ثقافة فهذه هي ثقافتهم اذا هي وزارة تعج بالبطالة المقنعة..ثلة غير معدودة من الذين لفظهم موج الطائفية الكريهة فجاؤا الى حقل الثقافة ممثلين لأحزاب او مليشيات او مافيات ..وكل منهم لايمس لأنه يستقوي بحزبه ابتداءا من الوزراء الفاشلين بعد مفيد الجزائري وانتهاءا بوكلاء لوزارة الثقافة هم وكلاء احزابهم يواجهون مثقفين مشردين او فقراء وجوعى ناهيك عن مديرين عامين يشكلون خليطا متنافرا هجينيا لايربطه رابط ..وكل يغني لليلاه ..
يفرح المرء ان وسط هذه القتامة والجهالة والكهف الثقافي المظلم الذي يرزح تحته مثقفو العراق وسينمائيوه تأتي هذه المشاركة الواسعة والمهمة للسينمائيين العراقيين .
بالطبع كان الهم الأكبر للمشاركين من العراق سواء اكانوا قادمين من داخل العراق او من المنافي هو ان يقدموا صورا مما يعيشه العراق اليوم تحت الأحتلال والتناطح الطائفي والمصلحي..في ظل دولة تترنح ولايكتب فيها لا لرئيس وزراء ولا وزير ولا مبدع النجاح بسبب حجم الكراهية للنجاح والناجحين والحرب الشعواء التي تشن ضد هؤلاء الناجحين ..بالطبع يصدق هذا على حكومة تحاول ان تمسك بزمام الأمور والنهوض ببلد محطم فيحول دون ذلك جيش من الفاشلين والأنتهازيين والجهلة والمرضى بصرف النظر عن مسمياتهم ..
المشكل الأنساني والأجتماعي والنفسي بكل تشعباته كان هو هاجس المخرجين العراقيين ، والكابوس الطويل الجاثم على العراقيين كان هو موضوع اغلب افلامهم ..
ربما جرهم ذلك او جر قسم منهم الى اللجوء الى لغة خطابية من جهة ومسحة كئيبة وسوداوية مرة من جهة اخرى وتلك السمتين ستكونان مشكلة للأنتاج العراقي السينمائي المقبل اذا ما مامضى المخرجون على النهج نفسه في ترديد واجترار خطاب وسائل الأعلام والفضائيات خاصة بكل مايحمله من ضجيج وضعف الجانب الفني والجمالي للفيلم واما النقطة المكملة لذلك وهو مااحذر السينمائيين من الوقوع في شراكه فهي السوداوية والبكائيات المفرطة والمبالغة فيها لأستدرار عطف الآخرين او تعاطفهم وهو اسراف ووهم بالواقعية .
فيلم فجر العالم للمخرج عباس فاضل الفائز بالجائزة الأولى للمهرجان وقدرها خمسون الف درهم
للمرة الأولى التقي المخرج السينمائي العراقي عباس فاضل المقيم في باريس منذ سنوات ، وهو ناقد سينمائي يكتب بالعربية والفرنسية وللمرة الأولى اشاهد له فيلما مع ان فيلمه ( فجر العالم ) هو الروائي الطويل الأول بأنتاج فرنسي ..والفيلم تجري وقائعه في بيئة الأهوار في جنوب العراق ، وتشكل هذه البيئة دون ادنى شك العامل الفاعل الأول ، اذ تستحوذ وتؤثر في سلوك الشخصيات وافعالها وماضيها وحاضرها ومستقبلها ..هذا الأختيار لبيئة الأهوار العراقية حتم على المخرج انشداده الى شرط واقعي هو شرط المكان ..ولكنه تمرد على ذلك لأسباب عملية اذ لم يستطع التصوير في بيئة الأهوار العراقية لأسباب امنية وعملية كما لم تمض خطته للتصوير في الأهوار من الجانب الأيراني صوب النجاح وكان البديل الجريء الذي اختاره هو منطقة رخوة شبيهة بأهوار العراق وتقع في مصر ...وترتب على هذا الأختيار مشكل مهم وهو الخضوع للشروط المصرية من جهة الأنتاج واختيار الممثلين ..اذ جاؤه بممثلين مصريين كان عليهم التدريب على الكلام باللهجة العراقية ابتداءا من (مستور) الى الشيخ نوح الى وجهاء القرية ..وقبل ذلك زهرة الشخصية الرئيسية في الفيلم (الممثلة حفصية حرزي ) وهي من اصول جزائرية وتعيش في فرنسا واما الممثلة التي ادت دور الأم فهي الممثلة المخضرمة المعروفة عالميا (هيام عباس) وهي التي بقي في الذهن فيلمها المهم ( الغرباء) وهو فيلم امريكي يعرض الآن في دور السينما في انحاء العالم .
اذا غاب الممثلون العراقيون تماما عن هذا الفيلم لأسباب عملية بررها المخرج مرارا واجتهد بكل مااوتي من جهد لتجاوزها ..اما السؤال : الى أي حد وفق في ذلك فهي مسألة نسبية متروكة لتقديرات المشاهدين لأن الفيلم بالنسبة لجمهور اوربي او غربي لايفرق بين اللهجات والطباع تبدو له امرا لااشكال فيه ..لكن بالنسبة للجمهور العراقي او المشاهد العراقي فأنه قد لايسيغ سماع تلك اللكنة الخليط بين اللهجتين العراقية والمصرية فضلا عن ظهور الأم والبنت كاشفات شعرهن امام الغرباء فضلا عن زيارات صديق مستور ( رياض : الممثل كريم صالح ) المتكررة ودخوله المستمر عليهن وهو مالايقع في بيئة كهذه ..كل هذه امور ملحوظة في الفيلم وتحدثت فيها مع الأخ عباس في اثناء المهرجان وخلال الجلسات التي جمعتنا مع باقي الأصدقاء السينمائيين ..والخلاصة ان لسان حال عباس فاضل يقول : هذا هو فيلمي وهو خلاصة جهدي لسنوات من التحضير وهذه هي شخصياته ولكم ان تقبلوها او يكون لكم فيها رأي آخر ..
وقصة الفيلم تقع انسانية مؤثرة بحق ومكتوبة بعناية ابان الحرب العراقية – الأيرانية ، اذ يساق الشاب مستور ( الممثل المصري سيد رجب) الى جبهة الحرب ويموت هناك تاركا تذكارا له مع فتاته زهرة يعطيه لصديقه رياض كما يهبه زهرة بحكم الصداقة وينصحه بالزواج منها بعد موته ..
ويجد رياض القادم من بغداد نفسه في بيئة اخرى وشخصيات لم يتعرف عليها من قبل وهو الصامت او قليل الكلام ويتيه حبا بزهرة غارقا في شعور صامت نحوها ..وخلال ذلك تتواصل اغارات الضابط العراقي وجنوده على القرية لملاحقة الهاربين من الخدمة العسكرية او من المعارضين للنظام ..
وتبرز شخصيات موازية مثل نوح ووجهاء القرية المعدودين ..هذه الحياة التي تدب دبيبا بطيئا لاتقع فيها تحولات درامية كبيرة اذ تشعر انها قرية تقع تحت كابوس الحرب وملاحقة ضباط وجنود الحكومة لأبنائها ..
لقد اجاد مدير التصوير في نقل جماليات المكان وكانت الكاميرا تتنقل بعناية وانسيابية حيث وعى مدير التصوير مصاعب الأحاطة ببيئة رجراجة وعائمة ولهذا قدم كثافة تعبيرية وصورية مشهودة ...
ولعل مايمكن قوله ان المخرج عباس فاضل في هذه التجربة وهو فيلمه الروائي الطويل الأول يقدم نفسه مخرجا ذا حرفية ، لديه الرؤية في السرد الروائي وصنع التحولات لاسيما وانه هو كاتب السيناريو فبالرغم من اية ملاحظات الا ان فجر العالم هو فيلم متميز ويحق لنا ان نفخر به ونحتفي به جميعا ..